أهمية طلب العلم للمرأة المسلمة

أخواتي بنات اليوم أنتن أمهات الغد. وكثير ما نسمع هذا المقال. وحقيقة بنات اليوم أمهات الغد. هذا الشيء الذى يلزم للبنات خاصة أن يهيئن أنفسهن ليكن أمهات لأجيال المسلمين في المستقبل. وعليهن أن يحافظن على أنفسهن حتى يكن مهيئات لتطبيق هذا المقال. من هذه الفكرة أرى أن العلم مفتاح لهن. حتى تكون الفتاة ذات كفاءة وصاحبة همة و لها قدرة على تحمل على هذه المسؤولية العظيمة.

والآيات والأحاديث وأقوال السلف في الحث على طلب العلم كثيرة وبيان فضله؛ ومما ورد ذلك ما يلي:

قال تعالى: “وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون.” (سورة التوبة: 122) وغيرها كثير في القرآن الكريم.

فما أجمل ذلك منك أختي المسلمة ،أن تكونين ممن أختارهن الله عز وجل لتنفرين إلى طلب العلم وتتفقهين في الدين، فتكونين ممن حباهنّ الرحمن بفضله فتعودين إلى قومك بكل خير وفضل،وبذلك تكونين قد هيأت نفسك وغيرك لإعداد جيل صالح بإذن الله.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يريد الله به خيرا يفقهه في الدينوعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خرج في طلب العلم كان في سبيل الله حتى يرجع)، وقال: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة .

وعنه صلى الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: “إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير

فيكفي فضلا وكرما وشرفا لك يا طالبة العلم أن ييسر الله لك طريقا إلى جنته التي هي أمنية الصالحين ومأوى أفئدة المؤمنين، بطريقك الذي تشقينه في طلب العلم. وتكوني بذلك قد نلت صلاة من الله وملائكته وأهل السماوات والأرض.

ومن الآثار الواردة في ذلك عن السلف:

قول معاذ رضي الله عنه: تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة.

وإن من الآثار الحميدة التي تعود على طالبة العلم خشية الله فهي من أسباب الثبات على الدين وتكون في عبادة وجهاد لله طالما أنها في سبيل العلم لاسيما إذا كانت مخلصة نيتها بذلك لوجه الله.

وقال الشافعي: طلب العلم أفضل من النافلة.

وقال القرطبي: طلب العلم فضيلة عظيمة، ومرتبة شريفة لايوازيها عمل.

وفي هذا الفضل أقوال وموقف تشحذ همة الراغب، وتثير حماس المتميز النجيب.

 

لذة العلم

تحدث صاحب (أبجد العلوم) عن لذة العلم فقال: اعلم أن شرف الشيء إما لذاته أو لغيره، والعلم حائز الشريفين جميعا لأنه لذيذ في نفسه فيطلب لذاته، لذيذ لغيره فيطلب لأجله.

وكان أبو حنيفة – رحمه الله – إذا أخذته هزة المسائل يقول: أين الملوك من لذة ما نحن فيه؟ لو فطنوا لقاتلونا عليه.

وقال بعض الحكماء: اقصد من أصناف العلم إلى ما هو أشهى لنفسك وأخف على قلبك، فإن نفاذك فيه على حب شهوتك له وسهولته عليك.

فهذه المكانة التي وضعها الله سبحانه وتعالى للعلم وأهل العلم، وما أكدته السنة النبوية، كافية أن تغرسي في النفس حب العلم، ولذته والانشغال به، والمتأملة الفطنة ستدرك بأنه بالعلم وحده سوف تصل إلى أرقى الدرجات في الدنيا والآخرة معا.

 

آداب طالب العلم

لطالب العلم آداب كثيرة، منها:

  1. أن يطهر قلبه من الأدناس، ويخلص نيته لله تعالى، وليصلح باطنه لقبول العلم وحفظه واستثماره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب
  2. أن يقطع العلائق الشاغلة عن كمال الإجتهاد في التحصيل ويرضى باليسير من القوت، ويصبر على ضيق العيش، وينبغي أن يتواضع للعلم والمعلم، وبتواضعه ينال العلم، قال الشافعي: لا يطلب أحد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح، ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلاح.
  3. أن يكون حريصا على التعلم مواظبا عليه، وينبغي أن تكون همته عالية فلا يرضى باليسير مع إمكان الكثير، وأن لا يسوف في اشتغاله، ولا يؤخر تحصيل فائدة. لكن لا يحمل نفسه مالا تطيق مخافة الملل، وهذا يختلف باختلاف الناس.

وبهذا أخواتي، نتمنى أن نكون قد جمعنا ولو اليسير في فضل العلم وطلبه وإن كان الكلام في هذا المجال واسع والأدلة على ذلك كثير. لكن أسأل الله العلي القدير أن ينفع بما كتبنا وإن قل ويجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم، ويثيبنا على ذلك إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين وسلم تسليما كثيرا.

Scroll to Top