الخلافة

الخليفة

في جميع بقاع الأرض يتساءل المسلمون عامة والمؤمنون خاصة عن عودة حكم الله على الأرض وهو بعودة الخلافة الراشدة أو الخليفة

هل سيعود زمن الخلافة من جديد ؟ هل سيصبح للمسلمين المشتتين في بقاع الأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا من ينصر دينهم  ويوّحد كلمتهم  ويعلي شأنهم وينفذ قراراتهم ويحل مشاكلهم ويخفف أعباءهم ..؟

هل سيكون لهم يوما ما مرجعا دينيا ودرعا قويا وصوتا دويا؟ هل سيكون فيهم من جديد من يحمي ظهورهم ويشحذ نفوسهم ويطهّر قلوبهم ويقوي عزيمتهم ويعزّز جنودهم ويرّص صفوفهم ؟

هل سيعود إليهم زمن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا.

هل سيكون على رأس المسلمين رجل قائد قوي تقي صالح ورع فقيه فطن حكيم غيور على أمة المسلمين كافة، أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

أين سيكون هذا  ؟وكيف ؟ ومتى؟

قال الله تعالى:” كُنتُمْ خَيْرَ‌ أُمَّةٍ أُخْرِ‌جَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُ‌ونَ بِالْمَعْرُ‌وفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ‌ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرً‌ا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُ‌هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿آل عمران: ١١٠﴾ صدق الله وتبارك في ما قال. وكلام الله ثابت حق، اي نحن أمة يهتدى بها ونكون متبوعين لا تابعين ، حاكمين لا محكومين ، فارضين حكم الله وشرائعه على العالم أجمع لا مفرض علينا قوانين بشرية ضالة مضلة.

وقال الله تعالى:” “الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ” ﴿سورة الشورى):٣٨

 فهل الأمرالآن شورى بينهم  أم ديكتاتورية ؟هل انتخابكم لرؤساء الحكم شورى أم أصبحت وراثة وتمليكا؟ وهل وسائل التحقيق والتنكيل في السجون  بخلق البشرعدل وحكم بأمر الله أم ظلم وبغي وتعذيب؟ :”إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”. ﴿الشورى:)٤٢

هل الفساد واللهو والتبذير بالأموال والأمتعة وحرمان من بحاجة لها، عدل وشورى وإحسان أم ظلم وجهل  وحقد وتكبر و أنانية؟.قال الله تعالى:” سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴿الأعراف: )١٤٦﴾

فأين هي هذه الأمة الموّحدة بالله  يحكمها  خليفة راشد يكون مرجعها ليطبّق شرع الله ومنهاجه؟ فهل ينفع جيش عظيم في معركة بدون قائد قد خطط لهم ونظم ودبّر، وإلا سيتخبط الجيش في بعضه البعض ويكون مصيره الفشل والخسارة أوالهروب .  وهل يعتبر الجسد مهما كبر وعظم وضخم وطالت أذرعه وأرجله  جسما سليما كاملا، إن لم يكن له رأس مدبر وعقل مفكر وقلب نابض  صادق خلوق

قال الله تعالى في كتابه العزيز:”(أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ: ﴿ الأنعام١١٤)

:”وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا” (سورة المائدة): 48)

 يا معشر المسلمين ويا أمة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ،أي حكم وأي قول أصدق من قول الله وحكم الله؟؟ فلماذا إذن هناك مسلمون معارضون لحكم الله على الأرض ورافضون لتطبيقه ويحاولون بشتى الوسائل لتدميره وإلغاء وجوده أوعدم اكتمال نصابه ؟؟

هؤلاء المنافقون والمنافقات والمتبجحون والمتبجحات ،والزاعمون والزاعمات ….هؤلاء الشرذمة الذين لبسوا ثوب الإسلام فلم يعجبهم فاتبعوا أهواءهم وأهواء مصالحهم فغيّروه….قصّروا أكمامه… فتقوا جوانبه .. نزعوا ياقته …قصّروا أطرافه …صبغوا لونه …أردوه مسخا فلبسوه، ولم يكتفوا بذلك بل يفرضوه على الناس وقد صدقوا مسخهم العجيب بأنه هو الحق فبدأوا يطالبون به الناس ليصدقوه وليؤمنوا به ، مثلهم مثل قوم موسى وعجل السامري الذين اتبعوه  واتبعوا أهواءهم فهلكوا. 

هؤلاء الذين  يشككوننا في أيماننا .. يحاولون إبهارنا .. يبتدعون كلمات لا دخل لها بالدين، يقلبون المعايير والموازيين، يتنازلون عن الحق اليقين ،يتبعون أهواءهم وآراءهم أو أهواء غيرهم لتنمية مصالحهم والبقاء على مناصبهم والحفاظ على كراسيهم ،يتبجحون في ما لا يخصهم ،  يصقلونها ويلمعونها،رافضين حكم الله على الأرض ، أو يرضون ببعض وينكرون بعض ،وقد أطلقوا على الإسلام أسماءا جديدة ،فمنهم من حوّل الإسلام إلى عبادات فقط  صلاة وصوم وزكاة وحج.. ومنهم من أباح المحرمات كشرب الخمر ومنهم من لا يريد تطبيق حدود الله ومنهم من يخاف من لفظ كلمة الجهاد …ومنهم من يستفتئ الناس بالشرع وأحكامه إن يوافقوا أو لا يوافقوا، ومن هؤلاء الذين يدّعون الحرية ويطالبون بها وهم أنفسهم من يتطاولون على شرع الله مستنكرين لبس الحجاب للمرأة ،ليس فقط مستنكرين، بل يسيئون ويقذفون بالشتائم والألفاظ البذيئة ستر المرأة لنفسها بأوصاف شنيعة تدل على الحقد المكنون داخل نفوسهم السوداء وقلوبهم المغلقة المحجوبة من النور والإيمان ..فأي حرية هذه التي يطالب بها هؤلاء الذين يميّعون ويستهزئون بالدين والشريعة  ويقولون لأنفسهم ولأمثالهم من المسلمين الضعفاء الإيمان ،وليس لنا ..هذا هو الدين!

خسئتم أيها المنافقون، خسئتم أيها الدجالون، خسئتم أيها المتبجحون ،خسئتم أيها المائعون ، تتكلمون وكأنكم بالله عارفون ..  والله كاشف ألاعيبكم ونفاقكم وزعمكم الذي تزعمون، فقد رضيتم أن تتحاكموا إلى الطاغوت ، تركتم الشيطان يلعب في رؤوسكم وظننتم أن الدنيا قد فتحت ذراعيها لكم بالمال والجاه والسلطة ونسيتم الآخرة والحساب .. قال المولى عز وجل” مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٦﴾ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُ‌سُونَ ﴿٣٧﴾ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُ‌ونَ ﴿٣٨﴾ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۙ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ﴿٣٩﴾ سورة القلم                                      

. وقال تعالى:” أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِ‌يدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُ‌وا أَن يَكْفُرُ‌وا بِهِ وَيُرِ‌يدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا )٧

 فيا أصحاب العقول الراشدة ، أيها المسلمون المؤمنون  الصابرون  المرابطون  في كل بقاع الأرض إبتداءا من المسجد الأقصى ومن اليمن و اندونيسيا شرقا الى بريطانيا واستراليا واميركا غربا ، يا من تطالبون بعودة الخلافة معلنين وجاهرين  أثبتوا ورابطوا، فنحن وإياكم مسؤولون أمام الله بما قدمنا وما نقدم لنصرة الدين وإحياء كلمة الإسلام ،ونحبط ما يدعو إليه هؤلاء المنافقون ،ولنستشهد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وصلنا في زمننا هذا ما يثبت قوله الذي لا ينطق عن الهوى ، فكل ما حصل ويحصل الآن واقع لا مرد منه ، ونحن في زمن الثورات لأجل إعلاء كلمة الدين ونصرة الحق .

فقد روى الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه ، قال: كنا جلوساً في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته،فجلس أبو ثعلبة.
فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت..

 فالنصر آت بإذن الله والخلافة قادمة بحول الله رغم أنف المنافقين والمشركين وسيعود للمسلمين  زمن العزة والإنتصارات والمجد ويعود للإسلام  القوة والعظمة، عندما يعود حكم الله على الأرض كاملا مكتملا غير ناقص أو متلبس.. بإعلانها خلافة راشدة عادلة، ويوم يفرح المؤمنون بنصر الله ..عندما يجيء الحق ويزهق الباطل ،إن الباطل كان زهوقا

Scroll to Top