عقد الزواج في ظل الشريعة الإسلامية

يعتبر عقد الزواج من اهم العقود المدنية والشرعية وأعظمها شانا وأبعدها أثرا في حياة الفرد وفي بناء المجتمع ككل ، فهو عقد قلما يقدم عليه الشخص ذكرا كان أو أنثى أكثر من مرة طوال حياته.
وتكمن أهمية هذا العقد في الاهتمام الكبير الذي أولده الشرع الإسلامي ، والقوانين الوضعية كذلك.
لذا سأحاول من خلال هذا الموضوع التطرق لمعنى الزواج ، أركانه وشروطه.
أولا : معنى الزواج
     يعرف الزواج لغة بمعنى الاقتران والازدواج فيقال زوج بالشيء وزوجه اليه : قرنه به وتزاوج القوم وازداوجو أي تزوج بعضهم بعضا، والمزاوجة والاقتران بمعنى واحد.
وفي القران الكريم جاء قوله تعالى:”وزوجناهم بحور عين” أي قرناهم ، وكل شيءين اقترن احدهما بالآخر فهما زوجان.
ويطلق عليه الفقهاء مصطلح النكاح ،وبالنسبة لهم فهو عقد يتضمن إباحة الاستمتاع بالمرأة ،شرط ان تكون المرأة محلا للعقد عليها بان لا تكون محرمة اما حرمة مؤقتة أو مؤبدة.
ويتفق الفقه الإسلامي مع أغلبية قوانين الأسرة في الدول الإسلامية في ان الغاية من الزواج تدخل  هذه النقط:
– السكن النفسي والمودة التي تتسم بها العلاقة الزوجية ،لقوله تعالى “ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون “.
والسكن إلى المرأة يشمل سكن النفس وسكن الجسم والمودة والرحمة من أجمل المشاعر التي خلقها الله فإذا وجد ذلك كله مع الشعور بالحل والهداية إلى الفطرة ومرضاة الله سبحانه وتعالى كملت هذه المتعة ولم ينقصها شيء، وقد ساعد على ذلك بالطبع الأصل الأول للخلق، وغريزة الميل التي خلقها الله في كل من الذكر والأنثى للآخر وابتغاء هذا المتاع، والسكن بالزواج مطلوب شرعاً، والاستمتاع بالنساء لا ينافي التعبد الكامل بل هذا النبي صلى الله عليه وسلم سيد العابدين والمتقين يقول: [حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة].
– اعمارة الارض وذلك عن طريق التناسل وإنجاب الأولاد ، الذي يعتبر من اهم أهداف الإسلام والتي دعا إليها في أكثر من مناسبة وحيث جعل البنين من زينة الحياة الدنيا .
-تحقيق التكامل الانساني
فالرجل لا يبلغ كماله الإنساني إلا في ظل الزواج الشرعي الذي يتوزع فيه الحقوق والواجبات توزيعاً ربانياً قائماً على العدل والإحسان والرحمة لا توزيعاً عشوائياً قائماً على الأثرة وحب الذات وافتعال المعارك بين الرجال والنساء وأخذ الحقوق والتنصل من الواجبات بالشد والجذب والتصويت في (البرلمانات).
ثانيا:أركان وشروط عقد الزواج الصحيح
-أركان عقد الرواج الصحيح :
لا ينعقد الزواج الشرعي الا بتراضي طرفيه، ويتحلل الى ركنين أساسيين :
١- وجود الزوجين الخاليين من الموانع التي تمنع صحة الزواج.
٢- الإيجاب والقبول ، ويعني الإيجاب التعبير الصادر عن إرادة شخص يعرض على غيره ان يتعاقد معه.
أما القبول فهو التعبير الصادر عن إرادة من وجه اليه الإيجاب ، والذي بصدوره يبرم العقد.
-شروط صحة عقد الزواج:
١-تعيين كل من الزوجين بالإشارة أو التسمية أو الوصف ونحو ذلك.
٢-رضى كل من الزوجين بالآخر لقوله صلى الله عليه وسلم ” لا تنكح الأيم حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن…”
٣-وجود ولي المرأة ، لان الله تعالى خاطب الأولياء بالنكاح فقال:” وانكحو الايامى منكم”
ويشترط في الولي ان يكون عاقلا وبالغا وراشدا ، وان يكون في نفس دين المولى عليها.
إضافة الى ذلك يشترط الفقهاء شرط العدالة والذكورة في الولي وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ” لا تزوج المرأة المرأة ، ولا تزوج المرأة نفسها فان الزانية هي التي تزوج نفسها”
٤-الشهادة على عقد الزواج لقوله صلى الله عليه وسلم :”لا نكاح الا بولي وشاهدين ” وبذلك يتحقق إشهار وإعلان الزواج.
Scroll to Top